غرناطة

زار الشاعر الأنَدلس فتذكر الأمجَاد التي سَطّرها العَرب والمسْلمون

وهو يتجَوّل في (قصر الحَمْراء) في “غرناطة” وفي “أشبيلية” عَلى ضِفاف

الوادي الكبير يحف به التاريخ وستجسّد أمامه الصّور والآثار الخالدة

وعبق الأيام المجيدة بعطّرالمسَارب والدروب فاسْتيقظت

شَاعريته وجَاءت هذه القصيْدة :.

* * * *

غرناطةٌ هل يُعيد الروح إنشادي 

للقِصـرِ , للقِمـةِ الشَـماءِ , للوادْي

لقلعــةً كانـتْ الأمجادُ تـسكُنها

أمجادُ قَـومي وتاريِخي وأمَجادي

للزخُرفاتِ , لجناتِ العَريفِ لمِن 

كانو على البُعد آبائي وأجدادي

وهل تعودُ إلى “الحَمراء”بهَجتها

وهل يعودُ “أبو الحجَاج” للنادي

وهل يعودُ إلى الريحَانِ رونقهُ

وينثرُ العطرَ في بهوِ السَّنا الهَادْي

وللسهول التي , تمَتدُ باسمةً

كانتْ مراتعُ غُزلانٍ وآسادِ

وهل تعودُ عروسُ الشعرِ راقصةً

بين ( ابنْ عمّارٍ) يوما (وابنْ عبّادِ )

كانت على ضفةِ (الوادي الكبيرِ) لهم

مجالسٌ منْ رؤاها يرتوي الصادي

في ظِلْها يقِفُ التَاريخُ مُنبِهراً

لرائحٍ مِنْ مغَانيها و للغَادي

حينَ “الرمُيكيةُ” الحَسَناءُ أبطَرْها

مشيٌ على المِسْكِ والكافورِ والكَادي

وهلّ تَعُودُ إلىّ الأغَصْانِ نَضْرتهُا

حتى يُغني عَليّها طيرُنا الشّادي

وقَفتُ فِيها وكاْن الصَمْتُ يلِبِسهُا

كأنني بينَ نُساكٍ وعُبّادي

فمْا رَأيتُ أبْا الحَجَاجِ يعَمُرها

ومْا رَأيتُ بِهّا بَهواً لمُرتادِ

ناديتهُ وعِيونُ القومِ تِرِمقُني

أنِهض فقد عاثَ فينا الغَاشِمُ العَادي

وقفتُ فْيها بدِمِعٍ كادَ يخنقُني

لغُربتي بينَ أبَنائي وأحفَادي

فلا اللِسانُ لِساني حينَ أسمعُهم

يروونَ عني ولا الأسِيادُ أسيادي

قومٌ حياريَ فمَّا يِدرونَ هل غضبي

مّْن عَجمِة القولِ أو مّْن مُتعةِ الضادِ

شَاركتُهم بَهجةَ الأعيادِ مُتشحاً

ثوبَ الِحدَادَ فمّا الأعيادُ أعَيادي ..

أستمع للقصيدة

قصائد مختارة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *