يسنح الطائرالأليف فتسنح له الذكريات الوردية والمعاناة المحرقة فلا يسع الشاعر إلا أن يتأثر ويترجم التجربة شعراً ..
لاتخنق الأنغام في قيثاري ..
.. إن الغناء خليقة الأطيار
ومفتح الأزهار من أكمامها ..
.. وندى الصباح وبهجة السُّمار
وهدية الرجل الشجاع إذا أتى ..
.. بعد الكفاح مكللاً بالغارِ
دعني أغني للحياة فربما ..
.. يوما تعود الروح في أشعاري
إن الليالي ببؤسها وشقاءها ..
.. سرقت هواي وأخرست أوتاري
حتى طلبت من الحياة رخيصها ..
.. فبلغتها وتراكمت أوزاري
والقيد يضحك كلما قبلتهُ ..
.. و رجوته يوما يفك أساری
وتأخر البدرالأليف بنورهِ ..
.. وجثا الظلام وفيه تاه الساري
وتعبت من طول الطريق وضيقهِ ..
.. بين الحواة ,, ولاعبٍ بالنارِ
ووهبتهم حبي وكل مشاعري ..
.. وأذعتها فتكشفت أسراري
ورويت للنسر الغشوم قصاعدي ..
.. والشعر لايروى لنسرٍ ضارِ
وتبعته في كل و كر زاره ..
.. فوجدته ,, متعدد الأوكار
ودفنت في الصدر الحزين مواجعي ..
.. حتى غدا ,, متغير الأطوار
و وقعدت أنصت للبليد ودرسه ..
.. حتى سئمت حكاية الثرثار
لكن رأيت البحر يزبد موجهُ ..
.. خوفا على الأصداف والمحارِ
يامن على البعد الرهيب أحبها ..
.. وذكتها فتجمدت أمطاري
فتزاحمت بين الضلوع مواجدي ..
.. واستيقظت في هدأة الأسحارِ
هل لي إلى ربع الحقيقة عودة ..
.. ليفوح نشر العطر من أزهاري ؟
ويعود للطير الأليف غناؤه ..
.. بين الزهور على النمير الجاري
حتى أرى البحر الحبيب مصفقاَ ..
طلق الشواطىء ضاحك التيارِ