أدرك الشاعر عيد في “مدريد” وهو بعيد عن الوطن الغالي وكان لابد من المشاركة !!
ضاقت على العربي اليوم مدريدُ
في بهجة العيد هل هذا له عيدُ؟
أنوارها في عيون القوم مشرقةً
وعينه كلّها هَمٌّ وتسهيدُ
والغانيات على الأنغامِ راقصةً
وللمغنين إنشاء وتردید
فهل يشارك هذا الحفل بهجته &
وليس ياسره خصر و لاجيد
هل كان “موسي” وراء الحفل يرقبه
و “طارق” في فناء الحفل موجود.؟
و “الغافقي” يهزّ الرمح في حنقٍ
وكعبه في ركاب السّرج مشدود.؟
وعاد .. ينبش آثاراً ,, وأضرحة ..
والهمُّ ينهشه والدَّرب مسدود
هذا “أُمَيَّة” زان التاج مفرقه
هذا “ابن عبَّاد” هذا الشعر والجود
هذا “ابن زيدون” في ذلٍّ وفي دعةٍ
يشكو من اللَّحد والتاريخ ملحود
جاءت إليه وفي أحداقها ألق
غيداء مترفة يجسدنها الغيد
قالت : غريب؟ فقال الأرض تعرفني
والدار تعرفني والبيض والسود
كانت لنا في ربي “مدريد” ألوية
يقودها هاهنا الغرّ الصنادید
ويزرعون زهور الحب في ثقة
وفعلهم في ذرا التاريخ محمود
نور أفاض على “البرنية“رونقة
وغازلته وهامت فيه مدريد
وشاطئ الشمس يزهوعندما انتثرت
عليه من كرمة الحب العناقيد
قوم على ضفَّةِ الوادي الكبير لهم
أُنسٌ وشعرٌ وإصلاح وتجديدُ
واليوم منهم مغافي الرَّبع خالية
والكفر يختال والإسلام موؤود
والمجد أدبر والآثار باقية
والجسم مضطرب والفكر محدود
قالت تناسى فإن القوم في مرحٍ
والباب مقفول والمفتاح مفقود..