شمَاتة أبن عمَّار

كان المعتمد بن عبّاد أحَد ملوك الطوائف باشبیلیه وزوجته الرميكية يحقدان على الشاعر أبي بكر بن عمّار وكان في يوم من الأيّام الصّديق الحميم والوزير المخلص والسّاعد الأيمن في تدبير شؤون الإمَارة ولكن هذا الحقد أدّي إلى إعدَام أبن عمّار وَكَان ابن عمّار قد عَلم بعد مَوته بما آل إليه حال ابن عبَاد والرمْيكية فكانت هذه الشماته :

كم أنادي فهل سمعتم ندائي 

یارفاق الهموم يا أصدقائي 

و ياشعاعٌ للسَّالكين تجَلّی

كان بدراً مُحَلِقاً في سَمائي 

ومُشَاة على طريق الرزایا 

يعبرون الحيَاة في كبريَاءِ 

أثقلتني من الحيَاة شجون 

و كل يَوم أحسّهَا في ردائي 

فركام من الهموم أمامي

وركام من الهموم ورائي

و أرهقتني وناصَبتني عدَاءً

ثم بَاتت تمور في أحشائي 

هل شعرتم بقتل حلم وضيئ؟ 

بعد حين البنوي وطول الرجاء

هل رأيتم قوافلاً من رمَادٍ

تتهادئ في غفلة في غباءِ

تنثر العطر في الدَّروبِ ريَاءً 

فأصبنا  ,, بلوثةٍ من .. رِیاءً 

إنَّه الدَّاء في الحشاشة يسري 

في الشرايينِ في اختثارِ الدَّماءِ

والدراويش في احتفالٍ وعیدٍ

ضاع في المولد الحقيرحيائي 

بين طبلٍ ومزهرٍ وكمانٍ 

والمغني في الحفل كالببغاءِ

أُرْهِف السَّمع للمُغَنَّي كأنّي 

بعد شيبي في لهفةٍ للغناءِ

كلَّما لُذْتُ بالكرى لثوانِ

زارني طيفه وأيقظ دائي 

في فؤادي من الرجال جروحٌ

وجروحٌ من بعض كيد النساءِ 

و “الرميكية اللعوب أرادت 

طول حزني وغربتي وبكائي 

لم تفكر بأن أغمَات” دار 

لابن عبَّادهَا و للأشقياءِ 

وبنيَّاتهَا على كل بابٍ

حَافيَات يطلبن بعض الكساءِ

و”ابن عبَّاد” كل يَومٍ أراه 

يلحس القيد بعد طول التواءِ 

يتمنَّى لو من الموتِ سِتراً

عن عيونِ الحسّاد والرقبَاءِ  

وبلسم لفؤادي كلما عصفت 

هوجَاء وانتابني هم وإعيَاءُ 

هل تذكرين حكاوينا ومجلسنا 

بين الظنون وللسَّاعاتِ إصغاءُ 

وكلُّنَا في متاهَاتِ الهوى األقٌ 

ومقلة لطيوف الحب مرنَاءُ 

نبْنِي على الشاطِئ الفضِّيّ معبدنا 

والنورُ منتشرٌ والزهرُ وضَّاءُ 

والنهرُ ينسَابُ في دلٍ وفي مرحٍ 

والبِشْر يحضنه والروضُ مِعْطَاءُ 

لكنني عربي كله ألقٌ

الْهَمّ يَسْحَقهُ والفكر أشْلاءُ 

تحيطه من غيوم البؤس ألْوِيَة 

مشئومة وليالي البؤس سَوْدَاءُ 

يسير في مهمةٍ خاوٍ بلا هدفٍ

والشمسُ تلفحه والدرب رَمْضَاءُ

فليسَ للقلبِ ترويحٌ وتسليةٌ

وليس للروحِ معراجٌ وإسراءُ 

فإن تباطأت فالذكرى لهَا قبسٌ 

بين الحنايا ولو للوصلِ أنداءُ 

 

أستمع للقصيدة

قصائد مختارة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *