في عدد مضى وجه الشاعر مطلق الثبيتي رسالة إلى صديقه الشاعر أبو دلامة، الذي اختفى ردحاً من الزمان وابتعد عن الأضواء.. فلقد أفلحت تلك الرسالة “القصيدة” أن تخرج شاعرنا من صمته ليمدنا بعدد من قصائده الجميلة ويسرنا أن ننشر أولى تلك القصائد “إلى فارس الحلبتين” ويقصد بالحلبتين حلبتي الشعر النبطي والفصيح الذي يجيده صدیقه مطلق ويعد من الشعراء المتمكنين من اللونين ! (جريدة الندوة ).
* * * *
شعر: محمد ضيف الله الوقداني (أبودلامة)
أنا لا أعود وقد أعود
لصَاحِبي... ولن... أكون
أنا قد أعود ولن أكون
كمَا عرفت وتعرفون
أنا قد أعود ولن أكون
کمَا اشتهيت ... وتشتهون
جَفَّتْ ينابيع ... الودَاد
وعطره ... هل تشعرون ؟
هَلْ تذكرون ... حَياتنا
بَيْنَ الخمَائل ... والغصون
أين السَّبيل ... وقد أحاط
بِزَوْرَقِي بحر ... الشّجون
قلبي يَحِنُ ... وكم یَئِنٌ
لذكريَاتٍ ... لاتهون
أسقيتها ... ذَوْبَ الفؤاد
فأوْرَقَتْ ... تلك الفنون
وأرى حَياتي ... في اضطراب
لايثوب إلى سكون
خَفَتَتْ مَصَابيح الشّبَاب
وسِحْره سِحْر... العيون
ودَّعْتُ آمَالي ... وځبَّي
حين وَدَّعْت ... الجنون
ولقد أمر ... مَرَابعي
ومَلاعِبي ... لو تعرفون
وهناك أسْكبُ عَبْرَة
حَرَّى تغالبها ... الجفون
فَدَعِ المَلام کفی ... فؤا
دي .. أن تعيثَ به السنون
وتعاورته ... سِهَامهَا
وتصَارَعَتْ ... فيه الظنون
وخذ التليد .. مع الجديد
واعطِنِي الصَّدْرَ الحنون
واليوم ضِقْتُ ... بمعشرٍ
قالوا .. وهُمْ يتشاعرون
وسمعت قولاً؟ ... خِلته
هذیَان قومِ ... يحلمون
نَبَذُوا الفَصَاحَة ... والملا
احة.. والأصَالة... والفنون
هَجَروا عروس . الشعر ترفل(مـ)
في المحَاسِنِ .. والفتون
هَجَروا الفصيح ... وَرَدَّدُوا
مَادَسَّهُ ... المتفرنجون
وعَمُوا عن النَّهْجِ ... القويم
لأنَّهُم .. لا يُبْصِرون
واستسْمَنوا ... لضلالهم
عجفاء تُدْعَى ... الحيزبون
وأتوا بمسخٍ ... مَالَهُ
طعم .. وقاموا ينعقون
أغْثَى الهَراء .. نفوسنَا
وطغى وأنتم ... تشهدون
تأبى الأصَالَة ... أن تَلِين(مـ)
قناتها .. أو أن .. تهون
ويقول ناشئنا... كمَا
قَال الهُدَاة .. الأوَّلون
سنظل درعاً ... للأصَالة
نفتديهَا ... والبنون
إن لم نَضنْهَا... بالنَّفَائِسِ
والنفوس .. فما نَصُون