أفِيضِي عَلَينَا رَبَّةَ الشّعْرِ بالشّعْرِ
وكوني عَلَى قَلْبي أحَرّ من الجَمْرِ
وهَاتي القوافي مُرْسَلات دوافِقاً
معِينَ قوافيهَا مِنَ القلبِ والفكرِ
وكُوني لهَا ثوباً قشيباً وحِلْيَةً
ودرعاً وسَيْفاً واسْكبي السَّحْرفي صَدْرِي
وأَلْقِي عَلَى سَمْعِ الزَّمَانِ قَصَائِدي
وغَنِّي بِشِعْرِي وانسبيني إلى شِعْري
فيَارَبَّةّ الشّعْر التي كَان طيفهَا
يُسَامِرُني حَتّى وَهَبْتُ لهَا عُمْرِي
ويَارَبَّةَ الشّعْر التي في رِحَابِهَا
قضَيْتُ مَعَ الأيَّام رداحاً مِنَ الدَّهْرِ
ویَارَبَّةَ الشّعْر التي فاح نَشْرهَا
أَفِيضِي عَلَيْنَا صَيْبَ الشّعْرِ والنَّثْرِ
ويَارَبَةَ الشّعْرِ التي طَابَ ذَگْرهَا
أَزِيلِي ظَلَامَ الشّك يَارَبَةَ الشّعْرِ
فلا تهجرينا واذكري لحْن حُبّنا
فقد عَادَتِ الأيَّام باسِمَة الثّغْرِ
فَفِي الهَجْرِ آهَات وفي الهَجْرِ حُرْقة
فَكُفّي ستار الهَجْر بالوصلِ وَالَبَرِّ
وَسِيرِى إلى وَادِي البَيَان رَصِينَة
فإِنَّ البَيَان الحُرّ أمْضَى مِنَ السِّحْرِ
وَزُفِي إلى سحبَانِ قَوْلِي ومنطِقِي
و لاتَحْرِمي قس الأيَادِي من أمْرِي
وغني فتى ذبْيَان ِشْعري وحِكْمَتي
ونَاجِي زُهَيْراً وامْرُؤَ القيسِ في القَبْرِ
وبُثّي لأَعْشَى قيس كل شَجِيَّة
ولاتتركي الخَنْسَاء تبْكِي عَلَى صَخرِ
وقولي لهُمْ قد وَحَّدَ الله شَمْلنَا
وشدتا القوافي وانطلقنا مِنَ الأَسْرِ
وكَانتْ لنَا في روَضةِ الشعرِ وقفة
لهَا فتنة تسْبِي وظاهرة تغرِي
أُدِيرَتْ عَليْنا بالقريضِ کؤوسنَا
وكانَتْ لهَا معنىً أجلّ مِنَ الخَمْرِ