یمُرُ الزَّمَان وتَأْتي العِبَر
ويَلعَب في الكلَّ دور القدر
ويَأتِيك بالمسْتَحِيلِ الذي
من الغيب في طَيَّهِ مسْتَر
وبيستحوذ اللُّب شَدْو البلابل
بَين الغصون وصَوت الوَتر
وكم يأسر السَّمْع لحن الصِّبَا
ولحن الحجَاز بوقتِ السَّحَر
ويستقبل الروض في بهجَةٍ
حَدِيث النّسِيم وَوَقع المطَر
جَمَالٌ يَهِيمُ به كلّ حِبّ
ويحلو لَه في ذراه السَّمَر
ويوقن أنَّ الحيَاة نعيم
لايعتريها الضَّنَى والكدر
و فيصبح في يَمِّهَا سَابِح
يُحِيط بِهِ حَتفه المنتظر
فتقلب ظهر المجنّ له
ویَلفحه وهجهَا المسْتَعر
ويصبح في حيرةٍ لايَرى
مِنَ الكَوْنِ غَير السهَا والقَمَر
وتكسُو الغشَاوة ضَوْء العيون
وتصبح كل المرَائي صُوَر
ويعلم أن الحَيَاة نِفَاق
وآلة صَيدٍ بِمَاءٍ عَكر
وأفئدة تكره الناجحين
وتَرْقصهَا أنَّة المحتَضِر
ومَسْکنهَا مَسکن العنكبوت
ومشربهَا من دِمَاءِ البَشَر
فتباً لهَا من حَيَاة الشّقَاء
تذل السّوِيّ وتُعْلي البطر