قيلت هَذه القصيدة عند عَودة خادم الحَرمَين الشريفين من بَعض أسْفَاره الرسْمًّية خارج المملكة.
* * * *
لعب الحنين بيقظتي ومنامي
وتكاثرت من فرطه أوهَامِي
وعر الطريق وماخشيت لوعره
لوجزته سيراً على الأقدَامِ
وأصغيت سمعي للنسيم لعَلّني
أحظَى بأخبَارٍ مع الأنسَامِ
شط المَزار وما استطعت زيَارة
وبقيت منتظراََمع الأقَوامِ
أتنسم الأخبَار عنه لأنَّه
في القلبِ نسكنه أعَز مقامِ
فتململ القلب الخلوص تشوقاً
ليَري العَزيز وعَوْده بسَلامِ
فأتى البشير يزف خير بشارة
بقدومِهِ فتبسَّمَتْ أيَّامِي
مَلِكٌ تَحُفّ پِهِ القلوب تبتُّلاً
في نَجْدِ في أم القرى في الشَّامِ
إنّي أحِن إلى لِقَاه مَحَبَّة
و كمَا يَحِن إلى المعين الظَامي
قدم المَليك فمَرحباً بقدومِهِ
وأتى البلاد مُحَقّق الأحْلَامِ
وهوَ الذي شَمَل الجَمِيع بِعَطْفِهِ
كهْف الضعيف وملجَأ الأيتامِ
زَهَتْ البلاد شَمالهَا وجنوبهَا
والطير رَدَّدَ أعْذب الأنغَامِ
یاناشرَ الإسْلام بَعد مُحَمَّدٍ
افخَرْ فإنك قائد الإسْلامِ
لاغرو أن هتف الجميع بحبَّكم
ما أنتَ إلاَّ قدوة الحُكَّامِ
في العَدلِ في الإخلاصِ في الخلق الذي
يَسْمُو إلى أقصى مدى مُتَرَامِي
فليقبع الحُسَّاد في أجْحَارِهِمْ
بين الهموم وحُرقَة الألامِ
ولتوقد النيران في أحشائِهِمْ
لتزييدهم سقماً مَعَ الأسْقَامِ
وليَحْفظِ الله المليك لِشَعْيِهِ
يَسْمو بِهِمْ فوق المكان السَامِي
وَوَلي عَهْدك سَالِماً ومُبَجَّلاً
وأميرنا ذو الرأي والإقْدَامِ