ثلاث سنين

تَمُر السنونُ الحالمةُ في حياةِ الانسانِ وكأنَّها ثوانى

وعندما يُراجع نفسَه مَعَهَا يجدُ أنَّه يظلمُــــهــــــــــا

مكثتُ أضمُّ الفؤادَ عليكْ

ثلاثَ سنين وماذا لديكْ

لديك دُمُوعٌ على وجنتيكْ

تُخبرِّني عن رياءٍ لديك

ثلاثُ سِنين تداعبُ حُبِّي

وتوعده بالحياةِ الجميلهْ

وتزرعُهُ في فُؤادي زهوراً

وتنفُثُ فيه طقوسَ القَبيلهْ

وبعد مرورِ الثلاثِ السنين

وبعد عذابِ الهوى والحنين

وبعد انعتاقِ الفؤادِ الحزين

تعودُ لتشكو الهوى والحنين

تُذَكِّرُني بالليالى الخوالى

وتَصْنعُنى بالأماني الغوالى

لتُطْرِبُنى ضَحِك الامسيات

وهَزْجُ الاصيلِ ورقصُ الليالى

تُذَكِّرُنِي كيف اسبلتُ (شَعْرى)

خيوط حريرٍ على كَتِفَيْك

وكنت تُلاعِبهُ في حنان

لتأخُذ من عِطْرِه في يَديْك

ثلاثُ سنين تداعبُ (نهدى)

لِتَسْتَخْرِجَ العطرَ من قِمَّتِهْ

وكم كنت تَمْنَحُه القبلاتِ

لِتضَحكَ جذلانَ من حُرْقَتِهْ

فأنت غريبٌ غريبٌ غريبْ

وطبعى غريبٌ غريبٌ غريبْ

وفكرى غريبٌ وعَقْلى غريبْ

وكلٌّ الذي في حياتي غريبْ

فلا تصنعِ الشِّعْرَ فىَّ ولا

تزِّف الىَّ غريبَ الْمَعَانِي

فَشِعْرُك قد كان لي سلوةً

اضاءَ فؤادى واوهى كَيانى

وقد كان في أُمْسِياتى نديماً

يَبُثٌّ إلى حديثَ الندامى

وقد كنتُ اطبعُهُ في فؤادى

وارجو له في فؤادى مُقاما

فَشِعْرُك يجرى دماً في دَمِى

وقد كنتُ أَطعَمُه في فمى

وقد كان نوراً يضئُ طريقى

ويُشرِقُ في عالمى المُظْلِمِ

ارتله كلَّما أرَّقتْنِى

شجوني واوهامى الغاويَهْ

وكم كنتُ أغفو على سِحْرِهِ

وتطربُني فيهِ أحْلَاميهْ

وشِعْرُك يجعلني دائما

ابعثر (شَعْرِى) على كَتفَيْك

فَتَغْزِلُ منه بيوتَ القصيدِ

ويحبو كطيرٍ اليفٍ اليك

وكفى كَنُورٍ مضىءٍ يَشِعٌّ

على خَصْرِكَ الناحلِ المجدبِ

فلم يتأذَّ ولم يَعْتُبِ

وقِفْ ها هنا انني لم أَطِقْ

هواكَ الغريبَ الذي لم يزلْ

يَزِفٌّ الىَّ شجونَ الحياةِ

وَيَزرعُ حباً بغيرِ أملْ

أستمع للقصيدة

قصائد مختارة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *