مرثية الفيصل

 

كان زعيماً وقائداً وابا حَنُوناً وفَيْصلاً نتحدى به العاديات.

* * * *

سكت الناىُ فالأغاني نواحُ

والدجى حالكٌ وغام الصباحُ

رَحَلَ الحبٌّ عن نفوسٍ تاقَتْ

نَخَبَ الحبِّ والرؤى الأقداحُ

وأدوه في غمرة الألق الضاحى (م)

وماتت في عزِّهـا الأفراحُ

اذ جُرِحْنَا بفقدِ من عَشِقْنا

وظُلِمنا وما علينا جُناحُ

ليس بِدْعا ففي الزوايا جناةٌ

تطعنُ الحقَّ والرياءُ سـلاحُ

أيُّها الراحلُ العزيزُ وداعاً

ليس يُجْدي اذا رحلتَ نُواحُ

انت في جِسْمِنا المرهَّلِ روحٌ

انت في كأْسِنا المهشَّمِ راحُ

في شرايينا دمٌ عبقرىٌ

وطبيبٌ تَخافُ منه الجرَاحُ

….

كنتَ فينا مِشكاةَ صدقٍ وحقٍ

وجمالاً تبكى عليه المِـلاحُ

انت للفارسِ الحزينِ فؤادٌ

انت للطائرِ المهيضِ جَنَاحُ

كنت ربَّ السفين اذ يقهر التيار (م)

بَــلْ انتَ الماهرُ الملَّاحُ

كنتَ اذ تسبقُ الحوادثَ فِكْراً

يَنْجَلى الحقٌّ والطريق السَّماحُ

ولقد كنتَ في الطريقِ ضياءاً

اطلعَ الفجرَ. فالليالي صَباحُ

ايها الراحلُ المؤَمِّمُ داراً

اهلُها الطهـرُ والهدى والصلاحُ

كنتُ اخشى شيخوخةً تتهادى

في عَياءٍ ونابُهـا جَرَّاحُ

فاذا انت تقهرُ الشيبَ حزماً

واذا الشيبُ في الحياةِ فلاحُ

واذا الشيبُ زهرةٌ في حِمانا

وضياءٌ تخافُه الأشباحُ

ان جرح الفراقِ جرحٌ عميقٌ

وزهورُ الحياةِ لا تُسْتَبَاحُ

في المآقى بحيرةٌ من دموعٍ

تَتَلظَّى وللهوى تَنْداحُ

أنتَ في السمعِ صوتُ حُبٍ ندىٍ

أنت في الروض طائرٌ صدَّاحُ

….

أيها الراحلُ الوفىُّ وداعا

في فؤادى من الفراقِ رماحُ

كنت ماء الحياةِ يجري نَمِيْرا

للمحبين أنت حبٌ قراح

وصنعتَ التاريخَ بالصدقِ نورا

وعلى الـدربِ انتَ حقٌ صُراحُ

كان يَسْعى اليك في كلِّ يومٍ

مِقودُ الحقِّ، والهدى والنجاحُ

ما سئمتَ الكفاحَ في خدمةِ (م)

اللهِ احتسابا ان الحياةَ كفاحُ

انما خالدٌ وفهـدٌ حِمانا

كلَّما ضَجَّ للجهـادِ صيَاحُ

آل عبد العزيز من كلِّ شَهْمٍ

خُلْقُه الصِّدقُ والتقى الصلاحُ

 

أستمع للقصيدة

قصائد مختارة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *