عندما يشك الانسان تقوم بينه وبين الحقائق
عتمة قاتله فينشد الاخلاص والوفاء بالحاح
أىٌّ هذا؟ أىٌّ هذا جَرَسُ البابِ يَدُقٌّ
ما دهَانى؟ ما دهَانى؟ اذ مضى قلبى يَدُقٌّ
كُلٌّ شيءٍ في حياتى خِلْتُه الان يَرِقٌّ
هل أنا لم احْتَمِلْ بعد سُويْعاتِ اللِّقاء؟
إِنْطلِقْ يا لِلْغَبَاء
إنْطلقْ واخطُ الى البابِ رويداً فَرُويْدا
وانْسجِ الالفاظَ ترحيباً نَشيداً فَنَشِيْدا
انها ساعاتُك الاولى فعِشْ فيها سَعِيدا
واغتنمْها فرصةً واثأرْ لأيَّامِ الشَّقاء
وانضُ اثوابَ الرياءْ
….
قبل ما أَخْطُو الى البابِ مضى البابُ يُغَنِّى
يرقبُ الاشواقَ تمضى عبرَه منها ومنِّى
هكذا تَخْطُو وَئِيداً سِرْ لما هذا التَّأنِّى
وفَتَحْتُ البابَ واستقْبلتُها في كِبْرياءْ
يَا لَهُ من كِبْرياءْ
وعلى البابِ مكثْنا ساعةً لم ندرِ عنها
اذ مضتْ في وَقْفةٍ مقصودةٍ منِّى ومنها
وانا في كِبْريائى حالمٌ لم احتضنْها
لستُ أدرى كان هذا كبرياءً أم حياءْ
فهى في عينى سواءْ
….
وسكبنا في سويعاتِ الهوى مليونَ دمْعَهْ
ورأينا الكون في إصغائِه يُرْهِفُ سمعَهْ
فاضأناها على دربِ هوانا الفَ شَمْعه
ونشرناها فلا عاشَتْ قلوبُ الجُبَنَاءْ
كيفَ يحيا الجُبنَاءْ
ومشيْنا ننثرُ العطرَ على الروضِ الوَثِيْرِ
ورقصْنا في دلالٍ فوقَ انغامِ الغديرِ
وتثنى خَصْرُها الممراحُ كالغصنِ النَّضِيْرِ
وهنا لم يستطعْ وصفاً خيالُ الشعراءْ
رحمةً بالشعراءْ
….
إقْلَعِي النَّظارةَ السوداءَ عن عينيكِ رِفْقا
فلعلِّى واجدَ الاحلامَ في عينيكِ صِدْقا
إننى ارجو ولا ارجوكِ احسَاناً ورِزْقا
انَّنى ارجوكِ اخلاصاً وحباً ووفاءْ
اننى اهوى الوفاءْ
….
وامنحينى بَسْمَةً تخطو بأمالى أماما
واجعلينى شامخاً يعلو الثُّريَّا أو حُطَاما
إنَّنى ارجو ولا ارجوكِ أمناً وسَلَامَا
انما ارجوكِ اخلاصاً وحباً ووفاءْ
اننى أهوى الوفاءْ
….
وأضِيئى لى اذا ما خيَّمَ الليلُ بنوركْ
اننى للآن لا أدرى بشىءٍ من اموركْ
ولذا ارجوك لا ارجوك قَصْراً من قُصورِكْ
انما ارجوكِ اخلاصاً وحباً ووفاءْ
اننى اهوى الوفاءْ
….
واعزفى لحنَ الهوى ثم ارفعى اوتارَ صَوتِكْ
ذكرياتٍ بعد موتى و عزاءً بعد موتك
اننى ارجوك لا أرجوك صعباً إذْ رَجَوْتك؟
انما ارجوكِ اخلاصاً وحباً ووفاءْ
اننى اهوى الوفاءْ
….
عندما قلتِ (حبيبى) خِلْتُها ادنى وأصغرْ
أنها أدْنى اذا قستِ هواى المتكبِّرْ
كُلٌّ ما في الكونِ من حبٍ اراه الآنَ أحقرْ
ان حبى يملأُ الأرضَ وارجاءَ السماء
فاسألى عنه السماءْ
….
لا تقولى (يا حياتى) أنا أدنى من حياتِكْ
اننى لم اَعْشَقِ الدٌّنْيا لِذاتِي بَلْ لِذَاتِكْ
كل ما في الروض من حسن قليلٌ من صفاتِكْ
يا ربيع العمرِ لم نعرفْ خريفاً أو شتاءْ
عندما نمشى سواءْ
….
أثْملتْ قلبى وروحى بسمةٌ من شَفَتَيْكِ
غيرُ هذا نظرةٌ فيها الهوى من مُقْلَتَيْكِ
اننى ارجوكِ لا احنو ولا أقسو عليكِ
انما ارجوك اخلاصاً وحباً ووفاء
اننى أهوى الوفاءْ
….
عندما غبتُ فقدتِ في ثوانٍ بعضَ صبرِكْ
وتعالى الشوقُ حتى ثار بركاناً بصدرِكْ
اننى أرجوك أن ابقى مدى العمرِ بأسْرِكْ
وقضاءَ الاسرِ اخلاصاً وحباً ووفاءْ
اننى اهوى الوفاءْ
….
ما أُحَيْلا وَجْهَكِ المملوء نوراً ونَضَارهْ
انه يُعطى صَقِيعَ الروحِ دِفْئاً وحرارة
انني ارجوكِ لا ارجوكِ مُلْكاً او تجارهْ
انما ارجوكِ اخلاصاً وحباً ووفاءْ
اننى اهوى الوفاءْ
إغمِضِى العينين شوقاً وامشطى الشعر بكفكْ
واكبرى في ناظرى واجعلى البشر يحفكْ
فتحيات الهوى من بينَ أحضاني تزفكْ
كيف يُبْنَى الألقُ الوضاحُ من طينٍ وماءْ
انه سر القضاءْ
….
فإذا أزمعتِ حربا فامْلَئى الدرعَ بِصدْرِكْ
وخذى من فيضِ عُمْرى لتضيفيهِ لِعُمْركْ
اننى ارجو ولا ارجوكِ افشاءاً لسرِّكْ
انما ارجوكِ اخلاصاً وحباً ووفاءْ
اننى اهوى الوفاءْ
….
ما أُحَيْلا البسمةَ البيضاءَ تُميلها (الشفايفْ)
ومضى الليلُ ونحنُ بين شِعْرٍ وطرائِفْ
اننى ارجو ولا ارجوكِ إيواءً لخائفْ
انما ارجوكِ اخلاصاً وحباً ووفاءْ
اننى اهوى الوفاءْ
….
ما أُحَيْلَا كفَّك المخلوقَ من نورٍ ونارِ
انه العصفورُ يحبو من يمِيْنى بِيسَارى
إننى أرجو ولا أرجوكِ تَخْليصاً لثأرى
انما ارجوكِ اخلاصاً وحباً ووفاءْ
اننى اهوى الوفاءْ
….
عندما باركتِ حُبِّى رقصَ الخالُ بخدِّكْ
والهوى الممراحُ يُعطى هِزَّةَ الغصنِ لِقَدِّكْ
اننى ارجو ولا ارجوكِ ايواءاً لِضدِّكْ
انما ارجوكِ اخلاصاً وحباً ووفاءْ
اننى اهوى الوفاءْ
….
ما أُحَيْلا جَفْنَكِ الكُحْلىَّ اذ آبَ لِنومِهْ
غارقا في النوم لم يَشْعُرْ ويرمى بسهومه
اننى ارجو ولا أرجوكِ عرشاً بنجومه
انما ارجوك اخلاصاً وحباً ووفاءْ
اننى أهوى الوفاءْ
….
وانْدُبِى حُبِّى اذا ما شارف العمرُ النِّهايةْ
واعلمى من بعدها سِيَّان بُؤْسى او رضايهْ
اننى ارجو ولا أرجوكِ أنْ تحكى رِوَايهْ
انما ارجوك الا تجعلى حُبِّى هَبَاءْ
واذْكرى هذا اللِّقاءْ
….