رأى الشاعرُ وجهاً شبيهاً للوجْهِ الذى
اعتادَهُ وأحبّه وفارَقَهُ فانبعثتْ الذكرى
واحترقَتْ شمعةٌ من شموعِ حياته
يُذَكِّرني «حُبِّى» تموجُ شعرِها
ومبسمُها والأنفُ والعينُ والخدٌّ
وكُلٌّ الذى فيها يُجَدِّدُ حُبِّها
وقَدْ كُنْتُ لا يجتاحُنى القُربُ والبُعدُ
صبرتُ وصبرى كان جُرْحا يَهُدٌّنى
ويَجْرَحُنِى النسيانُ والهجرُ والصدٌّ
تذكرتهُا والجرحُ ما زالَ نازفا
فَبِتٌّ لها أَرْنو وبتٌّ لها أشْدو
يُقَدِّسُها عقلى وفِكرى ومُهْجَتى
فما قَبْلَها قَبْلُ وما بعدَها بَعْدٌ
أسَامرها والبَدْرُ في غَسَقِ الدُّجَى
وارقُبُها والشمسُ من بُرْجِها تَبْدو
فلا فَرْقَ ما بينَ الشَّبِيْهينِ إنَّما
«لحبى» خِصالٌ كلُّها الحبٌّ والشَّهْدُ
فهذى ضَلَالٌ كلُّها وخَطِيْئَةٌ
وتلك الهدى والحبٌّ والعقلُ والرٌّشدُ